من الامثال الشعبية العراقية
الجريذي لو سكر يمشي على شوارب البزون
يضرب للرجل يصيبه من الخير ويناله من العافيه ما يجعله يعتقد ان الدنيا قد اصبحت ملكا له وان جاهه يطغى على كل جاه وثرائه يفوق كل ثراء- وهو من الامثال التى تضرب على السنة الحيوانات واصله - ان جرذاً كان يعيش فى مخزن احد القصور الكبيره وكان ينعم بما فى ذلك المخزن من اطايب الطعام المخزونه فيه ويرتع بأكل ما يشاء من اصنافها ولم يكن ينغص عليه عيشه الهنيئ احد الا القط فقد كان فى ذلك القصر قط كبير وكان كثيراً ما يتجول فى ذلك المخزن فكان الجرذ يخشى ان يصيده ذلك القط يوما فيأكله فكان شديد الحذر فى خروجه من جحره متانيا فى سيره كثير التلفت عظيم الانتباه لما يجرى حوله وفى ذات يوم جئ ببرميل كبير مملؤ ء بالشراب المعتق ووضع من زاويه ذلك المخزن وخرج الجرذ فى اليوم التالى من جحره كعادته كل يوم فراى ذلك البرميل الكبير فلم يدر ما هو ولا ما يحتوى عليه بداخله فخرج عن حذره لاول مره واسرع فى سيره نحو البرميل فراى الهر امامه فاصابه الخوف وتملكه الذعر والفزع فقفز قفزة عظيمه من شدة خوفه فصار في اعلى البرميل وكان غطاء البرميل متحركا من مكانه فسقط الجرذ فى البرميل واوشك على الغرق وكان اثناء سبحه يعب من النبيذ جرعه بعد جرعه حتى ارتوى وامتلا فشعر بقوه فى نفسه لم يعهدها من قبل فقفز من البرميل قفزه عظيمه وسار وهو سكران يترنح ذات اليمين وذات الشمال متجها نحو بيته فوجد القط نائما هناك وشاربه ممتد على الارض تسد عليه الطريق الى بيته فلم يلق بالا لذلك ولم يهتم بالخطر المحدق به فوطا شارب القط النائم فى طريقه من غير خوف او وجل فقيل فى ذلك ( الجريذي لو سكر يمشى على شوارب البزون ) وذهب ذلك القول مثلا
بالحقيقة الجريذي ما يسكر ولكنه ان اكل الطعم الذي يضعه اصحاب المحلات او التجار او امهات البيوت فيضعون له طعم به زئبق وهذا سام وحينما يأكله وهو طبعا مخلوط مع الطعم فيؤثر على دماخ اتلجريدي وتقل حركته ويبح ثقيل جدا ولا يستطيع الحراك او الهزيمه بسهوله
فتراه بعض الأحيان يمر امام البزون ولا ينهزم وهذه ليست من عاداته فالكل تعلم بالعداوه بين الأثنان وهذا ما يسهل مسكه من قبل القط وأكله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق