الاثنين، 28 ديسمبر 2020

من الامثال الشعبية العراقية18

 من الامثال الشعبية العراقية

آمـن مـن حمام مكــــــــــــــــــة


المثل يضرب لتبيان ان المكان آمن ولا خوف فيه وهو كالأمان المقدم للحمام في بيت الله بمكة حيث يحرم قتل او صيد الحمام بالحرم المكي.
وقد تنوعت الاعتقادات السائدة بشأن تكريم حمام الحرم والاحتفاء به من قبل الحجاج والمعتمرين، وروى بعض الحجاج قصصاً وحكايات مختلفة تصب أكثرها في الاعتناء بالحمام وعدم إيذائه أو التعرض له. ويقول حاج يمني إن السابقين في بلاده جعلوا لحمام مكة وقفا خاصا يتم خلاله شراء الغلال والقمح لنقلها إلى مكة المكرمة وإطعامها لأسراب الحمام، في حين تعتقد حاجة مصرية بحسب نقلها عن القدامى أن مجرد إطعامه يطيل العمر ويجلب الخير.
وبغض النظر عن الاعتقادات السائدة بشأن حمام الحرم المحمي لكون الحرم آمنا ويحرم فيه الصيد،  وتهبط أسراب الحمام بكل ثقة ودون خوف بين جموع المصلين في ساحات الحرم وفي الطرق المؤدية إلى ساحاته في مشهد لا تنساه الذاكرة، وقد أصبح إقبال الحجاج والمعتمرين على نثر الحبوب ليلتقطها الحمام جزءا من تقليد متبع في المدينة المقدسة. وتحول إطعام الحمام عند بعض الناس في موسم الحج إلى تجارة، فبعد أن يقوم عمال التنظيف بجمع الغلال المنثورة في أكياس كلما تكاثر في الساحة الخارجية للحرم تعاد تعبئتها في أكياس أخرى صغيرة تباع بخمس ريالات لمن يرغب في إطعام الحمام.
ولم يقتصر الاهتمام بحمام الحرم على الحجاج والمعتمرين، وإنما تغنى به الشعراء وضربت به الأمثال ولفت انتباه الأدباء، فلا تجد من يؤذيه أو يتعرض له بل تنثر له الحبوب ويقدم له الماء، وقديما جاء في أمثال العرب "آمن من حمام الحرم، وآلف من حمام مكة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق