الخميس، 7 يناير 2021

من الامثال الشعبية العراقية32

 من الامثال الشعبية العراقية

الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره


يحكى في قديم الزمان أنه كان هناك رجلا من تجار الحبوب في بغداد كان ذا ولع عظيم بتربية الخيل وأقتنائها . فكان يبذل الغالي والنفيس في شراء مايعجبه من الخيول العربية الأصيلة . وكان الرجل يتاجر بالحنطة والشعير ، فيأخذ منها مايقدر عليه في كل سنة إلى بعض المدن العراقية ، فيبيعه فيربح منه الشيء الكثير ، ويعود إلى بغداد في كل مرة سالما غانما
وفي إحدى السنين ، أخذ الرجل مقدارا عظيما من الحنطة والشعير ، على عادته ، فسافر بها إلى مدينة الموصل الحدباء فوجد سوق الحبوب فيها كاسدة في تلك السنة ، فباع الحنطة بثمن بخس . وأخذ المال وذهب إلى أحد الخانات ليقضي فيه ليلته ، فرأى في الخان رجلا من تجار الخيول، معه حصان أصيل ، عظيم الشأن ، معروف النسب ، يريد بيعه ، فساومه على الثمن حتى اتفق معه على أن يشتري منه الحصان بمبلغ يعادل ثمن الحنطة التي باعها في صباح ذلك اليوم ، وذلك من شدة اعجابه بذلك الحصان وتعلّقه به .
وبقي الرجل ينتظر بيع الشعير ليعود إلى مدينته. ولكن سوق الشعير أصابه من الكساد ما أصاب سوق الحنطة ، فانخفض سعره إلى النصف ، أو الثلث عمّا كان يتوقّع أن يبيعه . فبقي الرجل ينتظر تحسن حالة السوق ، وهو خالي الوفاض من المال . فأضطر أن يقدّم لحصانه بعض الشعير كل يوم ليتقوّت به . واستمر الحال هكذا أياما طويلة ، حتى قضم الحصان كل ما كان مع الرجل من الشعير . وكان للرجل مسبحة كهرمان غالية الثمن ، فباعها وقرّر الرجوع إلى بغداد خائبا ، مفلسا ، حيرانا ، أسفا . وتناقل الكثيرون من الناس قصّته لما فيها من عظات وعبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق