شرح قصيدة الحبوبي ياغزال الكرخ

   شرح قصيدة الحبوبي ياغزال الكرخ

الشاعر العراقي محمد سعيد الحبوبي                               

 شرح قصيدة الحبوبي ياغزال الكرخ

موشح يا غزال الكرخ/محمد سعيد الحبوبي

هزت الزوراء اعطاف الصفا

فصفت لي رغدةُ العيش الهَني

فارعَ مِن عهدك ما قد سَلفا

وأعِدْ يافتنة المُفتَتِن

لنرى أيكما أسنى سَنا

وآسب في عطفك عطفَ الياسمين

وآنثن غصناً إذا الغصنُ انثنى

حبَّذا لو قلبُك القاسي يلِين

انما عطفك كان الأليَنا

فانعطفْ أنت اذا ما انعطفا

قدُّك المهزوز هزَّ الغُصنا

انّ في خدّك روضاً شغفا

مقلة الرآئي وكفَّ المجتنى

 

شرح قصيدة الحبوبي ياغزال الكرخ

معاني المفردات :

 

العطف : العطف هو جانب الإنسان من أسفل رأسه حتى وركه والعطف هو اللين والرأفة وهو الإنحناء أيضا .

القد : قامة الإنسان أو قوامه .

المقلة : العين .

 

كيف قدم الحبوبي موشحته يا غزال الكرخ وما موضوعها؟

وفي هذا النص قدم الشاعر الحبوبي موشحته ببيت المطلع الذي بين فيه موضوع موشحته الذي يتناول مدينة بغداد الموصوفة بالزوراء ويتذكر فيها ما لذ وطاب من حياة رخية وادعة بقوله :

هزَّت الزورآء اعطاف الصَفا فصفت لي رغدةُ العيش الهَني

فارعَ مِن عهدك ما قد سَلفا وأعِدْ يافتنة َ المُفتَتِن

علام عرج الحبوبي في الدور الأول من موشحته؟

ثم عرج في الدور الأول من هذه الموشحة على من يحب في بغداد واصفا إياه .

بم وصف الحبوبي من يحب في بغداد؟

لم يترك صفة من صفات الجمال والسمو التي تليق بالحبيبة إلا وصورها على أبلغ ما يكون من تصوير وجمع للمتشابهات. فجبينها أسنى وأوضأ من جبين الشمس وغصنها أعطف وألين من غصن الياسمين والروض الحقيقي في خذ الحبيبة قد سبا بجماله مقلة الرائي وكف المجتني .

ماذا كرس الشاعر في الدور الثاني من الموشحة؟

وفي الدور الآخر من هذه الموشحة(يا غزال الكرخ) كرس الشاعر الطبيعة الوجدانية لعشقه وهيامه بالحبيبة فهو حب عذري عفيف لا عهد له بالخيانة ما دام الحبيبان عربيين فالوفاء قرين العروبة وصنوها : الوفا يا عرب يا أهل الوفا لا تخونوا عهد من لم يخن.

الى ماذا ينحو الشاعر في موشحته يا غزال الكرخ؟

وهو في هذا كله ينحو في موشحته نحو الفنان المقتدر الذي يلون أشطرها وأغصائها بألوان الصور البيانية ومنها التشبيه البليغ المجمل في قوله : إن في خدك روضا شغفا مقلة الرائي وكف المجتني.

بماذا شبه الحبوبي الخد في موشحته يا غزال الكرخ؟

فقد شبة الخد بالروض في جماله وروعته للناظر وما يجتنيه من ثمر وما يقطفه من زهر فحذف أداة التشبيه وأخفى عناصر وجه الشبه بين الخد والروضة.

وفي الموشحة صورة بديعية أخرى هي الجناس في قوله أيها العذال كفوا عذلكم بالهوى العذري عذري اتضحا.

ما الفرق بين جناس كلمة العذري وكلمة عذري؟

فقد جانس بين كلمة العذري وكلمة عذري فاللفظان متجانسان صوتا مع أنهما مختلفان معنى. فالأول العذري نسبة إلى بني عذرة القبيلة العربية المعروفة بالحب العفيف الطاهر بين أبنائها.

واللفظ الثاني عذري هو العذر الذي يسوغ فيه هذا الغزل فهو غزل عذري عفيف وليس غزلا حسيا يصف مفاتن المرأة ويكشفها للسامعين . وفي هذا ما يثير في نفوس القراء معادلًا موضوعيًا يضارع إحساس الشاعر بالحبيبة التي اصطفاها من كرخ بغداد .

هل استطاعت الموشحة (يا غزال الكرخ) بتعدد قوافيها وتنوع مقاطعها التأثير في القارئ أفضل من تأثير القصيدة ذات القافية الواحدة؟

 

فصلية عبادي العماري… ثورة بوجه التقاليد الظالمة

تم طرح هذه الاغنية التي تتحدث عن ظلم وجور وطغيان التقاليد القبلية بحق الفتاة في فترة سابقة وربما الى الان لم نتخلص من تلك العقلية والتفكيرالرجعي الذي جعل من الفتاة سلعة دون ان ينظرون لها بعين الرحمة والعدالة التي تسلبها طفولتها وحرمانها من ابسط حقوقها..
جسّد المطرب عبادي العماري معاناة الشابّة “الفصليّة” في اغنيته التي اصبحت طيلة السبعينات سمفونية يستمع لها الملايين من عشّاق صوته العذب بعد ان تفرّد في صياغة كلماتها الموجعة والحانها الحزينة تارة، والساخرة والساحرة تارة اخرى، ليؤديها بوجع أدمى القلوب والعيون.
أثارت الطريقة القاسية التي يدفعون بها العروس الى سجنها الأبدي من غير ان تشهد ليلة زفافها الطقوس المعتادة حيث الطبل والموسيقى والحنّاء والديرم وغيرها مما هو متعارف عليه انذاك، لقد افزعه منظرها حين اخبروه انها “فصليّة” ليقول:

جابوها دفع للدار لا ديرم ولا حنّه ولا صفكه
ولا دف النعر بالسلف لا هلهوله لا ملكه
سألت الناس عن قصتها البنيّه
عجب جاروا عليها بغير حنيّه
ردّيت بكلب حزنان من كالولي فصليّه
لعنت ظلم التقاليد بألف حركه
املها الأخضر الهرفي بسعر اليابس تحركه

ادرك العبادي ان “المكرودة” تدفع ثمن حماقة ارتكبها اخوها او ابوها او ربما ابن عمها وأدت الى قتل نفس من عشيرة اخرى ليجبروها لدفع خطيئة لم تكن لها يد بها وتظل رهينة ابديّة تذرف الدموع وتكابر في صراع مرير مع الايام ومع حياة لم تكن قد مرّت في ذاكرتها من قبل، فهذه “الحديثة” التي مازالت في عمر الورد من المؤلم ان تصافح “دموعها الطيبات” خديها الناعمين الطريين مناشداً ضمائر “الفصّالة” النائمة ومتسائلاً:

احديثه نكول حوريّه
بربيع العمر ميّاله
حرام دموعها الطيبات عالخدّين هماله
وين العطف والرحمه يفصّاله
لا سوّت ذنب لا هي جتّاله

ثم يسخر عبادي العماري من شيخ العشيرة وزبانيته عديمي الضمير ويسفّه افكارهم وحلولهم قائلاً:

جا هيجي حكم ديوانك المهيوب ودلاله
عليْ تحرم فناجينه وكهوته وكعدت رجاله

ثم يلتفت الى ابناء عمومتها لينالوا نصيبهم من التوبيخ والتقريع..
غصبتوها.. ظلمتوها
حرمتوها.. هظمتوها
وهبتوها لشخص ظالم
حتى من العقل ما يملك وشاله
ثم يذهب الى جانب من الحياة اليومية التي تعيشها تلك الفتاة تحت وطأة ظلم المعتوه وجحيمه وكأنها مخلوق لا يستحق ادنى مبررات العطف:

يحاجيها بدفرته وكال فصليه
عساها ابّخت من فصْلوا
وانطوا مهرة الفارس لوادم ماهي خيّاله
حوبتها وراهم دوم تحركهم بكل شهكه.

هنا يصف حال الفتاة التي سلبت حياتها وقرارها في حق اختيار الشريك وشعورها بالغربة وسط ناس لا تعرف الرحمة لقلوبهم طريق وهي اسيرة لحياة ستطول بمرها دون حلوها، وايضا تخاطب الديوان الذي من المفترض ان يكون منصفاً وعادلاً ولا يخلو من ميزان الرحمة..

تتحسّر تدير العين
محّد يرحم الشكوى
اسيرة تكول جابوها
بلا رحمه ولا سلوه
يديوان السلف بسّك فحطنه
من الفصل والثار والنهوة
لم يياس عبادي العماري في هذه الاغنية التاريخية من تغيير مسار التقاليد البالية فنادى في مقطعه الاخير مطالباً بالأخوّة والعلاقة الانسانية المليئة بالرحمة فوضع اولوياته لبناء اسس صحيحة للمجتمع..

تمرمرنه نريد العشره والخوّه
نريد احجاية الحلوه
نريد الشوك والعشره والمروّه.

يعود الى بطلة قصته مرة اخرى لكي يختتم بها رائعته واصفاً جانباً اخر من مأساتها والمها معاتباً اهلها باشد انواع الحزن عندما لم توخزهم قلوبهم على ابنتهم، اذ لم يفكروا كيف ستمر ايامها في حياة تدفع ديتها اثر أخطاء ارتكبوها، في وقت كانت تأمل بحياة مختلفة مع حبيبها الذي كان بطلاً لجميع احلامها قبل ان تصحو على كابوس يطيح بها ارضاً حتى تدفن في باطنها.

الأخذ منكم الفصليّة انشدوا بحالها اشسوّه
من الهضم والجوع تتلوّه
من حبها حرمتوها
من ولف الجهل كوّه غصبتوها
ماكو اظلم من اليسعون بالفركه.

من الامثال الشعبية العراقية

 قصة المثل خوجه علي ملا علي

حكاية المثل :--- {{خوجه علي ملا علي }}

هذا المثل عراقي معروف منذ زمن طويل يردده العراقيون على الحالات المختلفة والتي  تعطي نفس الغاية ومصدر هذا المثل هو: إنه قديما جدا لم تكن هناك مدارس في القرى والأرياف وحتى في بعض المدن بل هناك رجل يطلق عليه الملا يقوم بتدريس القراءة والكتابة للصبيان ألذكور فقط ويسمى مكان التعليم (ألكتاب) بضم الكاف ويقال إنه في أحد المدن أخذت تبحث عن معلم يعلم ابنائها القراءة والكتابة فلم تجد سوى معلم إيراني يعرف العربية بلسان فارسي وأسمه علي وكان يرتدي ملابس خاصه تختلف عن ملابس أهل المدينة ولهذا اخذ ينادونه خواجه علي ( وخواجه كلمه فارسيه تطلق على ألمعلم ويقال إنها تطلق على الرجل ألغربي ألذي يرتاد المدن العربية ويرتدي ملابس خاصه تختلف عن زي أهل المدينة) أخذ خواجه علي يعلم أبنا المدينة القراءة والكتابة لقاء اجر يجمعوه من ذوي الطلاب وبمرور ألوقت اعتاد الناس على تسميته (خوجه علي) واخذ هذا الخوجه يزيد من مطالبه ويرفع بالأجور ويتجاوز على الطلاب ويسيء الأدب الى جانب كانت لكنته الفارسية تؤثر على ألفظه العربية وشكى منه الطلاب كثيرا فقرر أهل المدينة

ايقافه عن التعليم وطرده وبحثوا عن معلم آخر فوجدوا بعد فتره طويله ملا يعلم

في مدينه قريبه و للصدفة أسمه ملا علي اتفقوا معه على أجر مقابل أن يعلم ثلاث

أيام بالأسبوع وبمرور ألزمن أخذ الملا علي يتصرف مثل سلفه وبدل ثلاث أيام يتغيب خلالها ولا يداوم بانتظام ويزيد في أجره بين فتره وأخرى ويهدد بترك العمل ولكن أهل المدينة رضخوا لمطالبه ووضعيته مرغمين لصعوبة وجود بديل عنه وآمنوا بواقع الحال وقالوا ((خوجه علي ملا علي ))..........................................................

فالحال هو نفسه بين الخوجه والملا فأصبح هذا القول مثلا يضرب بسخريه للحالات المتماثلة والمتشابهة وقسم من الناس يقول بعد اليأس في حالة ما ساخرين ((إن شركت أو غربت خوجه علي ملا علي))

أي غربا أو شرقا كلا الحالتين نتيجتهما سيان ...