الخميس، 30 يوليو 2015

الشاعر السوداني إدريس محمد جَمّاع

إ


إدريس محمد جَمّاع : شاعر سوداني مرموق له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنى ببعضها بعض المطربين السودانيين وأدرج بعضها الآخر في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية في السودان.



وُلد شاعرنا إدريس محمد جماع بحلفاية الملوك في العام (1922) وكان والده المانجل محمد هو شيخ القبيلة .. نشأ إدريس بمنزل المانجل والده بحلفاية الملوك حيث كانت عائلته وهي من أصول ملوك الدولة آنذآك .. و قد نهل من فيض كثير للقيم حيث الشهامة والكرم والرجولة حيث كانت محاكم حلفاية الملوك تشهد من والده قوة حكم وعدل .. أما والدته فهي بتول محمد الشيخ .. وهو الابن البكر لأمه تليه شقيقتاه آسيا وفاطمة .. توفيت والدته وهو بعد صغير .. وبعد وفاة والدة إدريس تزوج والده من زوجته و أنجب منها بقية اخوته .. درس الشاعر إدريس جماع بخلوة محمد إبراهيم بالحلفايا .. ودرس بعد ذلك بمدرسة الحلفايا الأولية .. ومنذ بواكير طفولته ظهر نبوغه وميوله الشعرية .. و كانت الإدارة الانجليزية في ذلك الوقت تختار المبرزين من التلاميذ وترسلهم إلى معهد تعليم عريقة إما في مصر او السودان .. بدافع وضع أساس متين للتعليم بالسودان .. فتم اختيار إدريس جماع ضمن هؤلاء .. وبالفعل ذهب في العام 1936م والتحق بمعهد التربية و كان من المميزين .. ثم أخذ في نظم الشعر .. فكانت كل أعياد البلدة تقدمه ليلقي قصائده .. واستمر هذا الحال حتى بعد تخرجه واشتغاله بالتدريس .. و كان مرهف الإحساس و الطيبة فكان يشاكسه التلاميذ أثناء تناول وجبة الإفطار فيبادروه بالسلام السلام عليكم أستاذ إدريس .. فيرد المسكين واضعاً يديه علي صدره راداً عليهم السلام فيتسخ ثوبه وهكذا يتكرر المشهد كل يوم .. و خاض شاعرنا خلال هذه الفترة تجربة الحب .. حيث كانت التجربة الأولى في حياته فكان عاشقا ً لا شك في ذلك بل كان متيماً بحب جارته وقد كانت من الجميلات الفاتنات ثم توجه بعد ذلك إلى مصر للدراسة الجامعية .. واتفق مع حبيبته على الزواج بعد عودته من مصر .. و بالفعل نال ليسانس الآداب .. و لكن وجد أن محبوبته قد تزوجت وفاز بها أحد أقربائها .. فأصابه ما أصابه من هذه التجربة التى عاشها بكل إحساسه وجوارحه و وجدانه .. وكانت تجربة قاسية وهذا واضح جدا ً في شعره بل في سلوكه فقد تغير حاله وتبدل .. وأصبح يمشي هائما ًعلى وجهه دون أن يحدد وجهة يسير إليها .. فمرة عند شاطئ النيل يتابع الموج بنظره ومرة بين الأشجار يغني مع الطيور ومرة يجلس على قضيب السكة الحديد .. وقد أتى في هذه الفترة بروائع الشعر .. فقد وهب هذا الرجل حياته كلها للحب الذي جرى وراءه ولكنه قبض السراب فقد ضاع منه كل شيء .. فكانت السنين الأخيرة من عمره مؤلمة غاية الألم .. حيث كان يُرى تائها ً بشعره الأشعث متجولا ً في سوق الخرطوم لا يحدث أحدا .. و كان ذلك في سنوات الستينيات حتى اصيب بعلة نفسية انتقل إلى مستشفى الخرطوم حيث توفاه الله .. وكان ذلك مطلع الثمانينات ..


-----------------


1 ــ في وصف محبوبته و تشبيهها في السماء ..
أنت السماء....
أعلى الجمال تغار منا ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسى الوقار وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي ومنى الفؤاد اذا تمنّى
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف مع الدجى مغنى فمغنى
هـزته مـنك مـحاسن غنى بها لـمّـَا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ خواطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
أنـسـت فيكَ قداسةً ولــمستُ إشراقاً وفناً
ونظـُرتُ فـى عينيكِ آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
كلّمْ عهـوداً فى الصـبا وأسألْ عهـوداً كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا


-----------


2 ــ من أبياته في وصف حظه ..
ان حظى كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه
ان من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق