الثلاثاء، 12 فبراير 2019

المؤلف الموسيقي الفرنسي جوزيف موريس ريفل مـــــع موسيقى البيانـــــــو ا...


======================================================
( 1 )
جوزيف موريس ريفل / (ولــــد في 7من مارس 1875 شيربورج، فرنسا – توفي فــــــي 18 ديسمبر 1937 باريس، فرنسا ) مؤلف موسيقي فرنسي اشتهر بألحانه، والحبكة الآلاتية والأوركسترية وآثارها التي تمتعت بها أعماله. ودخلت الكثير من أعماله الخاصة مثل الـبيانو، وموسيقى الحجرة، والموسيقى الغنائية والأوركسترا ضمن مراجع معايير الموسيقى.
وتتطلب مؤلفات البيانو التي أبدعها ريفل، مثل جو دو (Jeux d'eau) وميروارز (Miroirs) ولو تومبو دو كوبرين (Le tombeau de Couperin) وجاسبارد دو لا نوي(Gaspard de la nuit) براعة من المؤدِ و الأوركسترا بما في ذلك أوركسترا دافينز إي كولي (Daphnis et Chloé) إلى جانب مؤلفته لوحة فنية في المعرض التي نظمها للموسيقار الروسي موديست موسورسكي، مستخدمًا أصوات و تلحينات موسيقية عدة.
وربما قد ترجع شهرة ريفل لعمل الأوركسترا بوليرو (Boléro) والذي ألّفه في عام 1928، والذي اعتبره ريفل تافهًا ووصفه بأنه "عمل أوركستري دون موسيقى".
ووفقًا لـجمعية الملحنين والمؤلفين وناشري الموسيقى في كندا (SACEM) فإن الإرث الذي استقته عوائد الملكية الفكرية من أعمال ريفل هو الأكثر من بين مؤلفي الموسيقى الفرنسيين. وتُعد أعمال ريفل ملكية عامة استنادًا لقوانين معظم البلاد (بما فيها كل الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية) وذلك منذ الأول من يناير 2008.
كان رافيل الابن الأول لبيير جوزيف رافيل وماري ديلوارت. بعد ثلاثة أشهر من ميلاده في مارس 1875 في قرية سيبورن في إقليم الباسك، انتقلت الأسرة إلى باريس. كان والده سويسري ووالدته من إقليم الباسك، رغم تنشئته الباريسية، كان رافيل دوما يشعر بقربه من سلالة الباسك، وبالامتداد إلى إسبانيا. شجع بيير جوزيف رافيل، الذي كان يعمل مهندسا وعازف بيانو هاوي، الميول الموسيقية الأولى لابنه. ففي عام 1882 أرسله إلى مدرسه الأول للبيانو، هنري جيز، وفي عام 1887 بدأ يدرس الهارموني مع طالب دليباس تشارلز رينيه، حيث قام بمحاولاته الأولى في التأليف الموسيقي، بما في ذلك "التنويعات على لحن كورالي لشومان" و"تنويعات على لحن من متتالية بير جينت لإدوارد جريج" وحركة من سوناتا ألفها.
في عام 1889 تلقى دروسا في البيانو من إميل ديكومب الأستاذ في الكونسرفتوار، وفي نوفمبر من نفس العام التحق بفصل البيانو التمهيدي ليوجين أنثيوم في الكونسرفتوار. بعد فوزه بالجائزة الأولى عام 1891 في مسابقة البيانو، تقدم رافيل للدراسة في فصل البيانو لتشارلز ويلفريد وفصل الهارموني لإيميل بيسارد. ورغم أنه حقق تقدما معقولا وشجعه بيريوت، فشل في الفوز بأي جوائز وترك الكونسرفتوار عام 1895. في هذه المرحلة يبدو أنه قرر تكريس نفسه للتأليف الموسيقي، حيث كتب عمل menuet antique (منيوت قديم) والهابانيرا وUn grand sommeil noir (نوم طويل مظلم) وD'Anne jouant de l'espinette (آن تعزف على البيانو القيثاري).
عاد رافيل إلى الكونسرفتوار عام 1897، حيث درس التأليف مع جابرييل فوري والكونترابنت مع جيدالج، لاحقا وصف كلا المدرسين على أنهما تركا تأثيرا حاسما على تكنيكه وأسلوبه في التأليف: رغم أنه أنتج بعض الأعمال الهامة أثناء هذه المرحلة، بما في ذلك "افتتاحية شهرزاد"، وentre cloches (بين الأجراس) وسوناتا الكمان، لم يفز بجوائز الفوجة ولا جائزة التأليف، وأقيل من فصل التأليف عام 1900 مكث مع فوريه كمراقب حسابات حتى ترك الكونسرفتوار عام 1903.
هذا الفشل يبهت مقارنة بمحاولاته الخامسة بين 1900 و1905 ليفوز بجائزة روما. عام 1900 تم تصفيته من المسابقة في الجولة التمهيدية بعد التقدم بفوجة وعمل كورالي، بعنوان Les Bayaderes (راقصات المعبد). العام التالي كنتاتا Myrrha فازت بالجائزة الثالثة، لكن في أعوام 1902 و1903 عملي الكنتاتا ألسون وأليسا فشلا في إبهار الحكام. وأخيرا بعد تجاوز السن المسموح به، نافس رافيل في المرة الأخيرة عام 1905، لكن تم تصفيته في الجولة الأخيرة بعد أن كتب فوجة تضم خمس تآلفات متوازية. رغم هذه التجاوزات الموسيقية الواضحة، شعر الرأي العام أن رافيل تعرض للظلم. حتى النقاد المعادين له عادة، بالأخص، بيير لالو، والمراقبين أمثال رومان رولاند صدموا حين أثبت المؤلف نفسه في الجمعية القومية للموسيقى مع أعمال مثل "ينابيع الماء" والرباعية الوترية التي منعت من المنافسة في الجولة الأخيرة من جائزة روما. والأكثر إرباكا كان الحقيقة أن كل المتسابقين في النهائي طلاب لنبفو الذي كان في هيئة التحكيم. بعد الفضيحة تناولتها الصحف، استقال دوبوا كمدير للكونسرفتوار وحل محله المدير المصلح والمتسامح فوريه.
فشل رافيل في الفوز بجائزة روما يدل على علاقته الصعبة مع السلطة. ولم يتمكن رافيل من الالتزام بتوقعات الكونسرفتوار رغم رغبته في النجاح. رغم نجاحه في عمل محاكاة مقنعة لجائزة روما عام 1901، كلما ابتعد أسلوبه عما المطلوب منه، ابتعد الاعتراف الرسمي به. رافيل كان أيضا على علاقة سيئة مع دوبوا بسبب روحه المستقلة، التي ظهرت في انفتاحه على مجال من المثيرات الموسيقية والأدبية. على سبيل المثال، معرض باريس 1889 كان له أثرا دائما على رافيل، مثلما كان على ديبوسي. انبهر بالجاميلان وعروض الموسيقى الروسية التي قدمها ريمسكي-كورساكوف. أيضا شارك رافيل صديقه وعازف البيانو الأسباني ريكاردو فينز تعطشه للمعرفة الموسيقية والأدبية، قراءة النوتة وعزف توزيع لأربع أيادي لأعمال مؤلفين يشملون شومان ومندلسون وسيزار فرانك وريمسكي-كورساكوف وبلاكيريف وبورودين وجلازونوف وشابرييه وإيريك ساتييه وديبوسي وقراءة ومناقشة أحداث أعمال إدجار آلان بو وريمبو وهيسمانز وفلييه دوليل آدم وملارميه وفيرلان وبيرتراند. اعترف رافيل بأثر ساتييه وشابرييه وديبوسي في "الاسكتش السيرة الذاتية " (1938) واعتمد على نصوص لفيرلان وملارميه وبيرتراند لأعمال un grand sommeil noir و"جاسبارد الليل" وsainte. ونحو عام 1902 اصبح فينز ورافيل جزءا من مجموعة معاصرين أدبيين وموسيقيين وفنانين معروفين باسم the ruffians، التي تضمنت الناقد إم دي كالفو كوريسي، الفنان بول سوردس، المؤلفين مانويل ديفايا وشميت وسترافنسكي عام 1909، الكتاب ليون بول فارج وتريستان كلنجور والمايسترو إنجلبريخت. المجموعة التقت بانتظام لمشاركة الأفكار حول الأدب المعاصر والموسيقى والفن. بالتالي تعليم رافيل ليس فقط وصل وراء ما كان عرض في الكونسرفتوار، لكن أيضا له جذور عميقة للغاية في الثقافة افرنسيةن كما اعترف رافيل عام 1937: “من الطبيعي، أدرك بالكامل أن الآثار التي تعرت لها تتصل جزئيا حتى هذا الزمن الذي نشأت فيه. أدركت بحدة أن الاعمال التي أحبها أفضل من سواها أصبحت خارج التقليد أحيانا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق