الجمعة، 23 فبراير 2018

المطرب العراقي ستــار جبــار مع أغــنيــة هلة بالغايب واجانه

المطرب العراقي ستــار جبــار مع أغــنيــة هلة بالغايب واجانه 
====================================
ستار جبار \ مطرب ريفي عراقي راحل من مواليد مدينة الناصرية عام 1946 من أب مسلم وأم مندائية , وهو ابن المطرب الريفي جبار ونيسه ، منذ طفولته تتلمذ على صوت واغنيات والده جبار ونيسة وهو يتغنى بطور مبتكر هو طور الصبي الذي ابدع فيه وكذلك ابدع بطور الحياوي الجديد ائنذاك والغافلي المتداول ، وقد كان خير من يغني طور الشطيت الذي اشتهر به المطرب خضير حسن ناصرية اما طور الصبي الذي غناه وتخصص به فقد غناه الكثير من المطربين في تلك المدينة حتى غدا معروفاً إعتمده كل من غنى اللون الريفي ، واستمع ستار جبار الى اصوات مجموعة من المطربين المشهورين في مدينة الناصرية و حفظ منهم الكثير من الأشعار والألحان واطوار الغناء وفن الأداء.

لقد كان للراحل الفنان ستار جبار طفوله قاسيه جداً حيث دخل المدرسة متأخراً ، ولم ينل الاهتمام من اسرته خاصة بعد إنفصال الوالدين ، وزواج أمه من رجل آخر ووالده من زوجة أخرى ، حيث عاد الى حضن جدته من أبيه ، والتي ماتت وهو مازال صبياً في ظروف قاسية من تشرد وضياع ، وفي مجتمع قاس لم يحترم الغناء بسبب النظرة الاجتماعية المتخلفة رغم حب الناس للغناء ، الذي كان يخفف عنهم احزانهم ويفرغ شحنات الالم من قلوبهم ، ستار جبار كان بلبلاً مغرداً لكن ليس في بستان يزهو باشجاره المثمرة بل في حارة فقيرة بائسة بين فقراء محرومين يعانون شظف العيش ، في ظروف الفقر يصبح الغناء تفريغاً للحزن لكن الفقراء وهم يتعرضون للحرمان والظلم غير قادرين على حماية بلابلهم من الاحتراق بنيران العوز والاهمال وعند التحاقه بالجيش لاداء الخدمة العسكرية لم يزر مدينته الناصرية الا قليلاً في بعض الاجازات ، و بعد إكمال خدمته العسكرية ، توجه ستار جبار الى بغداد العاصمة التي يتمركز فيها الملحنون والشعراء ووسائل الاعلام من اذاعة وتلفزيون ومراكز الانتاج الفني وصالات الغناء تقدم الى لجنة إختبار المطربين في الاذاعة والتلفزيون وهذه اللجنة التي كانت تظم الفنانين روحي الخماش، وسمير بغدادي، ومنير بشير،رفضت اللجنة تصنيفه كمطرب ولكن اللجنة اعتبرت صوته وأداءه مميزاً ونصحته بالانضمام الى فرقة الإنشاد لتطوير مقدرته الموسيقية ودراسة علم الموسيقى والغناء وفن الأداء وانضم الى فرقة الإنشاد في الاذاعة.

تطورت مقدرته الموسيقية وصُقلت موهبته الغنائية ، وإكتسب خبرة جيدة من زملائه المنشدين والموسيقيين والملحنين والمطربين الذين انشد معهم.ً المطرب ستار جبار جاءته الفرصة المنتظرة حين إختاره الملحن المبدع محمد جواد أموري ليغني اغنية(افز باليل) فانطلق ستار جبار الى عالم الاذاعة عالم الشهرة وعلى إثرها أُعتمد كمطرب في الاذاعة والتلفزيون ، وإستمر في إحياء المناسبات والحفلات داخل وخارج الاذاعة وسجل الكثير من الأغاني وإختاره( كوكب حمزه) بعد ان أُعجب بصوته ليغني بعضاً من ألحانه وكذلك الملحن الراحل كمال السيد اغنية( تمر بية) ورائعة الملحن طالب القرغولي( بينة يسولفون) ،وتعاون مع الملحن محسن فرحان، والملحن عبد الحسين السماوي. في اغنيات كتب كلماتها كبار شعراء الاغنية العراقية ،مثل الشاعر ابو سرحان ،والشاعر الراحل كاظم الركابي،وجبار الغزي، أصبح ستار جبار مطرباً معروفاً في فترة السبعينات فكانت اغنيات(أفزبالليل)و(شدات الورد)و(الولد نام) و (مسامحك) و (ماجنك هذاك انتة) و (على جف العتاب) كما غنى اغنيات حضيري ابو عزيز مثل(حمام يلي ) وغيرها وشارك والده الراحل جبار ونيسه بمجموعة من الاغنيات منها (يحضيري بطل النوح) كما غنى بعض اغنيات الراحل داخل حسن .

في بداية الثمانينات وعندما كان الفنان الملحن الراحل كمال السيد في سوريا حاول ان يعيد من جديد صوت الفنان ستار جبار الا انه فشل والسبب ظروف كل واحد منهم

كانت حياة ستار جبار في بغداد ليست على مايرام ، ولاتختلف عما عاناه في طفولته وصباه حيث التشرد وقساوة الحياة ، والدخل المحدود والسكن الردىء ، يتنقل بين الفنادق الرخيصة ومطاعم الأرصفة ، ينخره الفقر والحرمان ، في مدينة غريب فيها ، يعيش على مساعدات الأصدقاء والمحبين ، ومايحصل عليه من مشاركاته في تسجيلات بعض الأغاني في الاذاعة وبالرغم من كل هذه المعاناة

في بغداد كان يعيش في بيت قديم مهدد بالقصف والدمار ومعاناة الحصار والركض لتدبير لقمة العيش ، بيت متهالك أركانه مهدمة ، يهتز مع حركة الطائرات في السماء ، ومع استمرار الانقطاعات في الكهرباء وفي ليلة كان فيها الظلام دامساً يخيم على المدينة وأهلها ، ليلة باردة ، كان يخزن البنزين في غرفة على سطح داره ، وأثناء إحدى الضربات الجوية على بغداد في حرب الخليج الثانية وإنقطاع الكهرباء ، هـَمّ ستار لأحضار القليل من البنزين ، وبيده نار مشتعلة فانوس أو لالــه ليضىء المكان ، وما أن فتح غطاء برميل البانزين حتى شـَبّت النيران لتحرق المكان ، وإشتعلت لتلتهم جسده ، رغم محاولاته لإنقاذ نفسه ، ولكونه وحيداً في المكان لم يستطع أحــد من إنقاذه ، وظل يعاني بضعة أيــام في أحـد مستشفيات بغداد حتى مماته وحيداً ، راحلاً دون تغطية من وسائل الاعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق